قَابوسُ .. مَسيرةُ عَطاءٍ وَرِحلةُ فَخرٍ


اسمه ومناصبه 

السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بو سعيدي (ولد. 18 نوفمبر 1940) – (توفي. 10 يناير 2020)، هو سلطان سلطنة عُمان التاسع (1970-2020) ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية، وحاكم البنك المركزي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد. إذ كان يطلق على الحاكم لقب إمام قبل أن يطلق عليه لقب سلطان. كان صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب.

 

المولد والنشأة

ولد قابوس بن سعيد في مدينة صلالة بمحافظة ظفار في 18 شوال 1360هـ الموافق 18 نوفمبر 1940 (العمر 83 سنة)، وهو ثامن سلاطين أسرة آل بوسعيد وينحدر من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول.

و في طفولته تلقى مبادئ اللغة العربية و الدين الإسلامي على أيدي أساتذة مختصين كل في مجاله ، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، و في سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى إنجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة هي مدرسة (سافوك) الشهيرة، ثم التحق في عام 1379هـ الموافق1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية كضابط مرشح، حيث أمضى فيها عامين من عمره درس خـلالها العلوم العسكرية وتلقى فنون الجندية ، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية - قبل الوحدة الألمانية - حيث أمضى ستة أشهر كمتدرب في القيادة العسكرية.

بعد أن أتم تلك الفترة الهامة، والتي شكلت خبراته العسكرية للمراحل التي تلت، عاد إلى بريطانيا حيث درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة. ثم هيأ له والدة الفرصة التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة.

وعلى امتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتاريخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور. وقد أشار في أحد أحاديثه - القليلة - إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عمان، كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العماني والإنسانية عموماً. كما أنه قد استفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في بريطانيا، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.

 

قابوس سلطاناً

بعد عودته بأفكار جديدة للإصلاح، فوجئ قابوس بوالده الذي يضعه في شبه عزلة تامة بعيداً عن الحل والعقد في أمور الدولة، الأمر الذي لا يتناسب مع مكانته كولي للعهد. الشيوعية تزداد قوة، وتوشك على الإطاحة بحكم آل بوسعيد إلى الأبد، وبعد انقلاب قاده في 23 يوليو 1970 الذي اندلعت على إثره اشتباكات بين قوات تابعة للسلطان قابوس وأخرى موالية لأبيه سعيد بن تيمور، استولى على الحكم. أما والده السلطان سعيد بن تيمور فقد اثر الانتقال إلى المملكة المتحدة وتوفي بها عام 1972 وهناك دفن.

وصل قابوس بن سعيد الحكم في وضع كانت معه سلطنة عمان ترزح تحت وطأة الفقر والتخلف، وواقعة بين فكي حرب أهلية ضروس بسبب ثورة ظفار الشيوعية ضد والده، لكنه تمكن من إخماد الثورة بعد خمس سنوات، وثبت أركان حكمه جيداً، كما شرع باتخاذ الخطوات التي من شأنها وضع نظام أساسي للدولة وكذلك إعمار السلطنة مستعيناً بمساعدات وخبرات خارجية، ومن ثم بالاستعانة بعائدات النفط العماني. من الجدير بالذكر، أن السلطان قابوس أعلن تغيير اسم الدولة من مسقط وعمان إلى سلطنة عمان.


كيف بنى نهضة عمان وحافظ على حيادها؟





 إنجازات السلطان قابوس الداخلية

 عمل السلطان قابوس طيب الله ثراه بجهد من أجل النهضة بالبلاد وشعبها، إذ أعطى الأولوية الكبرى لبناء المواطن، وتوفير جميع المتطلبات التي تجعل منه ناهضاً علمياً، وصحياً، واجتماعياً، ومن الإنجازات التي قام بها المغفور له السلطان قابوس ما يأتي:

 

موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية

 اهتم السلطان قابوس بشكلٍ خاص باللغة العربية، والدين، والأدب، والتاريخ، وانطلاقاً من ذلك قام بإطلاق مبادرة لتنفيذ مشروع موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية في شهر تشرين الأول من عام 1985م، وقد احتوت هذه الموسوعة على محصلة أبحاث 150 شخصاً من شتى البلدان العربية، وضمت تحليلات لغوية، وسياسية، وأدبية، وتاريخية، واجتماعية، وبَنَت ركيزتها الأساسية على سبعة ملايين اسم عربي.

إنشاء جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة

أطلق السلطان قابوس جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في عام 1989م، وقد تمت الموافقة عليها من منظمة اليونيسكو، وتُعد هذه الجائزة هي الأولى من نوعها في مجال البيئة.

 


إنشاء طريق الحرير

 بسبب ما تتمتع به عُمان من أهمية جغرافية وحضارية، فقد قامت منظمة اليونيسكو بإنشاء هذه الطريق بلفته من السلطان قابوس، وفقد قام بتسخير اليخت السلطاني الخاص به (فلك السلامة) مع الطاقم لإنجاز هذا الطريق.

 

تطوير قطاع التعليم

 قام السلطان قابوس في هذا المجال ببناء العديد من المدارس والجامعات
والمنشآت التعليمية عدة بمختلف مناطق البلاد، وفصل فيها الذكور عن الإناث.

 

تطوير قطاع الزراعة

شجع السلطان قابوس المزارعين على استخدام الطرق الحديثة المعتمدة على الآلات بدلًا من الطرق القديمة، ممّا زاد من تصدير المنتجات الزراعية الفائضة عن الحاجة إلى الخارج.

 

تطوير قطاع الصحة

أمر السلطان قابوس بإنشاء عدد كبير من المستشفيات، والعيادات، والوحدات الصحية، والمراكز الطبية، ومختبرات التحاليل، وقام بتوفير الأدوية وجميع المستلزمات العلاجات الطبية.

 

 تطوير قطاع الصناعة

 ساهم السلطان قابوس بتوسيع وتطوير قطاع إنتاج البترول، كما ساعد على إنشاء العديد من مصانع تكرير النفط، بالإضافة إلى إنشاء مصانع الإسمنت، والطوب، ومصانع للمواد الغذائية، مثل؛ التمور، وتعليب الأسماك.

 

تطوير قطاع التجارة

إذ ازدهر هذا الجانب كثيرًا في عهده وارتبط ارتباطًا وثيقًا بتطوير المواصلات التي قامت بنقل المنتجات إلى مختلف أنحاء البلاد وكذلك إلى خارجها.

 

تطوير الطرق والمواصلات

وجه السلطان قابوس المسؤولين في الدولة إلى إنشاء العديد من الطرق البرية والبحرية في جميع أرجاء الدولة كالجسور، بالإضافة إلى ذلك أمر بإنشاء موانئ جوية، وأخرى بحرية.

 

 

إنجازات السلطان قابوس الخارجية

تتلخّص أهم إنجازات السلطان قابوس في أنه أسٌس حكومة على النظام الديمقراطي، فبدأ بتكوين سُلطة تنفيذية مؤلفة من جهاز إداري يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة وبعد عام واحد من تولّيه عام 1970م انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية وذكر أنها مبنية على حُسن الجوار مع جيرانه وأشقائه وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية ومناصرتها في كل المجالات وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية وأنشئت فيها القنصليات والسفارات والهيئات الدولية والإقليمية، حققت سياسة السلطان قابوس الإستقرار والأمن وهما الدعامتان الأساسيتان لبناء السلطنة ولتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

منذ بداية تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد سعى إلى اخراج اسم عمان إلى الصعيد الخارجي، ورغم ما تركته السياسة القديمة من أعباء زادت من مشقة هذا الكاهل من عدم وجود وزارة للخارجية وانما وجدت المؤسسة الصغيرة الغير تخصصية في هذا المجال الا أن السلطان قابوس ومنذ بداياته قام جلالته بزيارة معظم العواصم العربية، وبعضها أكثر من مرة. فإلى جانب الرياض زار المنامة، والقاهرة، وأبوظبي، والدوحة، وعمان، وطرابلس المغرب. ومع هذه الزيارات اتسعت العلاقات العمانية الإيرانية واتسم بالأخوية التامة المطلقة حيث ان أول زيارة رسمية للسلطان كانت إلى إيران بدعوة من شاه إيران وذلك للاحتفال بذكرى مرور 2500 عام على قيام الأسرة الشاهنشاهية. ومن وخاصة الحوارات التي قام بها السلطان مع شاه إيران والرامية إلى حل المشاكل الناجمة من الصراعات الناشئة من الدول الشقيقة والحدودية مع إيران من الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وفي سنة 1973 صارت عمان عضوا في حركة عدم الانحياز. وعلى هذه الصورة كانت عمان، رغم وجودها على الخط الامامي للنضال ضد توسع الشيوعية العالمية، ترى آفاق العالم المتعدد الأقطاب الذي تستند حياته لا إلى التنافس والتناحر بين التكتلات العسكرية والسياسية بل إلى التعاون والمشاركة المتعددة الجوانب. رغم ان قابوس بن سعيد كان في تلك الفترة من أصغر الزعماء العرب سنا، الا انه ربما كان من أكثرهم ثقافة. وقد تركت زياراته الخاطفة وقراراته السياسية الفاعلة انطباعا عميقا في العالم كله مثل: الاتفاق على التعاون العسكري مع إيران، والتخلي عن الدعاوى الإقليمية حيال دولة الإمارات العربية المتحدة، وموضوع الحملة على الجمهورية اليمنية الجنوبية. وكانت تلك – إذا استخدمنا التعبيرات المجازية – استراتيجية النسيم المنعش. وكما يلطف الهواء النقي الجو الملوث كذلك القرارات العظيمة في الميادين السياسية تنقي العلاقات الدولية من الشوائب وتخلصها من المواجهات الاستنزافية الثقيلة الأعباء، الا ان أهميتها لا تقتصر على ذلك وحده. فهي أحيانا تغير أسلب العمل السياسي كله. فحتى رجالات الدولة المتعودون على الحذر المفرط يسارعون إلى عمل أنشط ليلحقوا بركب الزمن أو يسايروه.

وكان السلطان أيضا ذو علاقة قوية بحاكم مصر في تلك الفترة أنور السادات وذلك لان السادات رأى في السلطان قابوس تلك الفلسفة السياسية الواسعة والتي تكون أوسع مما لدى معظم زعماء العالم العربي. ومما زاد ذلك الرابط هو استلام كل من هذين السياسيين مقاليد الحكم في وقت واحد تقريبا، وتلقيا تركة ثقيلة من سابقيهما. وكلاهما خاضا النضال ضد العدو الخارجي، وتعين عليهما اصلاح الميدان الاقتصادي جذريا.


ونلاحظ ان السلطان قابوس بن سعيد منذ بداياته حاول الانفتاح على الدول الكبرى لما في ذلك من نفع في الأواسط السياسية وبسبب توسع هذه الدول في الوسط العربي مثل علاقات الحميمة مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، الا أنه وبسبب التوجهات العقائدية للاتحاد السوفييتي، وبسب الدعايات الفاسدة من جمهورية اليمن الجنوبية على عمان الذي حالا دون قيام علاقات طبيعية بين الاتحاد السوفييتي وعمان لأمد طويل. ومع مرور الوقت ازدادت قيمة عمان من الناحية السياسية من مشاركات في القمم العربية التي تعقد، ومن المساهمة في انشاء مجلس التعاون الخليجي، ومن غيرها من حل النزاعات القائمة في الدول العربية والإسلامية من محاولات جاهدة قام بها السلطان لحل المشاكل بالطرق السلمية بين العراق وإيران من جهة، وبين العراق والكويت من جهة أخرى، ولذلك حظي السلطان بالاعتراف الدبلوماسيين براعة وحذقا في الشرق الأوسط. 


ومنح السلطان جائزة السلام عام 1998 ما جاء الا ليؤكد التقدير الرفيع لمساهمة جلالته الجلية في الممارسات السياسية المعاصرة ودوره في إحلال السلام والاستقرار في أكثر دول العالم بلبة واضطرابا.



ومن هنا يعتقد الدبلوماسيون العمانيون ان السلطان قابوس مؤسس مدرسة جديدة في العلاقات الدولية المعاصرة مبنية على مبدأ واحد يذهب إلى أن العالم يسير نحو التعاون المتعدد الأطراف، وأن الطر الجغرافية سوف تزول قريبا. قال السلطان في حديث إلى مجلة " ميديل إيست بوليسي" في نوفمبر 1995 :" ان العالم يتضاءل وينكمش، وانا واثق تماما أن جميع البلدان يجب أن تسير وفق هذه القاعدة، وتحاول ان تفهم بعضها البعض، وتتعاون في ما بينها، وتعمل جنبا إلى جنب لخير البشرية جمعاء. وقد لوحظت في السنوات الأخيرة بوادر واعدة تدل على ان النزاعات بين الدول صارت تعتبر من الحماقات المطبقة وأن الخلافات بين البلدان يجب ان تحل بالمفاوضات وليس على سبيل الحرب".

تلتزم عمان عادة سياسة الحياد فلا تتدخل في النزاعات بين جيرانها، أو النزاعات الخارجية الدولية، عملاً بقاعدة "لا ضرر ولا ضِرار". إلا أنها تحتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية و دول العالم بشكل عام، وتشارك في المؤتمرات الدولية ولها ممثل في جامعة الدول العربية.

وللسلطنة مواقف قوية في مجلس التعاون الخليجي وخط سياسي خاص ينبع مما تمليه مصالح السلطنة.

السلطنة تعيش شبه عزلة سياسية بسبب إيمان السلطان قابوس بأن " من يتدخل - على المستوى الدولي - في شأن ليس من شأنه كأنما ينعق في واد غير واديه"، لكن هذا لم يمنع السلطان قابوس من رعاية اتفاقات الهدنة بين شطري اليمن المتحاربين في 1994، كما لم يمنع السلطنة من توقيع عدد كبير من الاتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع جيرانها وغيرهم، على أنها تبقى بلداً هادئاً جداً، لا يسمع صوته.



بشكل عام فإن سياسات السلطنة تتجنب التورط في معارضة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ولا تخضع لها في الوقت عينه.

وعمان تعلن موقفاً واضحاً من قضيتي فلسطين والعراق لا يشذ عن الموقف العربي العام من هاتين القضيتين.

يمكن للسلطان قابوس أن يكون الحاكم الهادئ الذي ينادي بالسلام المحلي والعالمي وليس هذا عزلة سياسية ولقابوس نظرة لتوجيه اهتمام السلطنة لتطوير السلطنة بما يعود بالنفع على أبناء السلطة بعيدا عن الزج بالبلاد في االخلافات الدولية التي تأخر تقدم ورقي الشعب.



اهتماماته وهواياته

لعل اهتمام السلطان قابوس بدفع عمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العمانية التقليدية بحيث لا تفقد عمان هويتها ، وفي إطار ذلك يكون اهتمام قابوس بالثقافة هو الشيء الأبرز، و الذي ترك آثاره الواضحة في عمان، فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة أوركسترا سلطانية من عازفين و عازفات على مستوى عالٍ من التدريب.

كما رعت مؤسسات الدولة مشروعاً ضخماً لتوثيق تاريخ عُمان منذ فجر التاريخ، ومشاريع ثقافية أخرى كثيرة.

وللسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك جليا في الدعم الكبير والمستمر للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.

ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية، وكذلك بعض مشروعات جـامعة الأزهر، وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي والمها العربي وغيرها.

وعن هواياته يتحدث السلطان فيقول: منذ طفولته كان يهوى ركوب الخيل ، فيذكر أنه قد وضع على ظهر حصان وهو في الرابعة من عمره، ومنذ ذلك الحين وهو يحب ركوب الخيل ولهذا توجد الإصطبلات السلطانية التي تعنى بتربية وإكثار الخيول العمانية الأصيلة وافتتح مدارس الفروسية التي تضم بين تلاميذها البنين والبنات، كما أن الرماية أيضاً من الهوايات المحببة له كونه تدرب عسكرياً ، ويؤكد أن هذه الهواية تعد جزءاً مهماً لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة ، كما يحب تجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة العمانية، سواء كان ذلك السلاح بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل بالنسبة له، وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ يستخدم أحياناً القوس والنشاب.

هناك هوايات أخرى كالمشي، فهو يحب المشي منذ الصغر، قبل الذهاب إلى النوم ويقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير في شؤون الدولة، كذلك يهوى التصوير، وكانت لديه هواية رسم المناظر الطبيعية في وقت من الأوقات، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان له بممارسة هذه الهوايات، والقراءة أيضا كونها هواية قديمة بالنسبة له، إلا أنها أصبحت جزءاً من العمل، وأصبح من الصعب مطالعة الكتب كهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية.

وأيضاً فإن من الهوايات المحببة لديه علم الفلك ومراقبة الكواكب، حيث يملك مرصداً صغيراً، وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي المناسبة حسب النشرات الفلكية قهو يقضي بعض الوقت في مراقبة هذه الكواكب.

كما أنه يمارس لعبة التنس، ويحب متابعتها، وكذلك ألعاب القوى.

 

الخلافة

على خلاف نظرائه من رؤساء منطقة الخليج العربي فإن السلطان قابوس لم يعلن وريثاً للعرش، فالمادة السادسة من الدستور تنص على أن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثاً للعرش بعد أن يصبح العرش شاغراً.

والسلطان قابوس متزوج من السيدة نوال بنت طارق وليس له أبناء وله ثلاث أخوات بنات، وهناك أعضاء ذكور في العائلة العمانية المالكة بما فيهم أعمامه وعائلاتهم.

 

مشكلات صحية

في 18 أغسطس 2014، أعلن الديوان السلطاني العُماني أن السلطان قابوس الموجود في ألمانيا منذ أكثر من شهر يجري فحوصاً طبية مؤكداً أنه بصحة جيدة. والسلطان قابوس مصاب بمرض سرطان القولون.

وفي 23 مارس 2015، عاد السلطان قابوس لعُمان بعد تحسن حالته الصحية، حسب الديوان
السلطاني العُماني.

 

وفاته

توفي قابوس في 10 يناير 2020 في سن 79. في اليوم التالي، أعلنت الحكومة ثلاث أيام حداد وإنزال العلم الوطني لأربعين يوماً.

 

 




تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دولة البوسعيد